الخميس، 25 أغسطس 2011

وثيقة كامبل - الوثيقة المنسية (وكيف يرانا الغرب)

اطلعت عليها وأردت مشاركتكم في قراءتها.. لعل هذه السياسة تنتشر بيننا كشعب عربي حتى لا نترك لبعض الحكومات العربية فرصة لتمكين هذه السياسات من كرامتنا ومن أواصر الترابط العربي

منير درويش20/ 08/ 2010

لا ندري عدد السياسيين العرب الذين اطلعوا على وثيقة كامبل، أو  الذين أدركوا مخاطرها في التأسيس للدور الاستعماري والهيمنة الغربية على وطننا العربي والدول الإسلامية منذ ما يزيد عن مئة عام وحتى الآن . 
الوثيقة عبارة عن رسالة صاغها اللورد (هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا) بين عامي ( 1905 – 1908 ) . وبعث بها إلى الجامعات البريطانية والفرنسية لدراستها، وقد أصدرتها هذه الجامعات عام 1907 تحت اسم ( وثيقة كامبل ). وهي تتضمن خطة غربية (بريطانية) تتيح للحضارة الغربية استمرار السيطرة على العالم.

 وقد بقيت الوثيقة حبيسة الأرشيف البريطاني ولم يفرج عنها سوى لمدة أسبوعين فقط، ثم أعيد سحبها من جديد خوفاً من آثارها المحتملة على العلاقات البريطانية مع العالم، لكن كثير من المراكز البحثية والمواقع اقتنصتها وعممتها.



ترى الوثيقة: أن من واجب بريطانيا تقسيم العالم إلى ثلاث مساحات؛ ليسهل التعامل معه وهي


المساحة الأولى: هي المساحة الغربية، التي تنتمي إليها، والتي عليها أن تبقي زمام السيطرة على العالم بيدها.


المساحة الثانية : هي المساحة الصفراء  (ربما كانت نسبة للعرق الأصفر ) التي لا ترى آنذاك أنها تنافس الحضارة الغربية أو تتناقض معها، بل يمكن غزوها ثقافياً نظراً لهشاشة ثقافتها (حسب الوثيقة) مع التعامل التجاري معها .


المساحة الثالثة: المساحة الخضراء، وتدعي الوثيقة  أن اللون الأخضر هو لون (الشر ) في الثقافة الغربية. هذه المساحة التي تحتوي على منظومة قيمية ودينية منافسة للمنظومة الغربية المسيحية التي صارعتها في مناطق كثيرة وأخرجتها من بعضها .


وتؤكد الوثيقة على أن من واجب الحضارة الغربية أخذ الاحتياطات والإجراءات لمنع أي تقدم محتمل لهذه المنظومة الثقافية أو إحدى دوله؛ا لأنها مهددة للنظام القيمي الغربي، ولا بد من التعامل معها وفق الإجراءات التالية .1 - حرمان دولها من المعرفة والتقنية وضبطها في حدود معينة.2 – إيجاد أو تعزيز مشاكل حدودية متعلقة بهذه الدول.3 – تكوين أو  دعم الأقليات بحيث لا يستقيم النسيج الاجتماعي لهذه الدول، ويظل مرهوناً بالمحيط الخارجي . 
إن المتابع للسياسة البريطانية ومجمل السياسات الغربية فيما يتعلق   بالوطن العربي وبعض الدول الإسلامية منذ ذلك التاريخ يجد أن هذه الوثيقة أسست لوعد     (بلفور عام 1917) بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين، وأقامت دولة إسرائيل في قلب الوطن  العربي كجزء من منع وحدته وتقدمه. كما أسست لاتفاقية (سايكس – بيكو) بتقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا، وفرض الانتداب والاحتلال عليها، كما منحت إيطاليا حق استعمار ليبيا، وهي التي ساهمت بفعالية في مقاومة نجاح أي مشروع نهضوي عربي أو إسلامي.
لقد تشكلت السياسة الأميركية تجاه العرب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية على المبادئ الأساسية لهذه الوثيقة، مع الفارق بإحلال السيطرة الأميركية محل السيطرة الأوربية والاستعمار القديم بعد العدوان الثلاثي على مصر عام1956 ، وهي التي دعت أيضاً "صموئيل هنتنغتون" إلى عرض نظريته حول صراع الحضارات كنوع من الصراع الديني بعد انتهاء الصراع مع الاتحاد السوفييتي وكتلته الاشتراكية.. هذه النظرية التي تبنتها الإدارات الأميركية المتعاقبة وخاصة إدارة جورج بوش الابن ..لو توقفنا عند بنود الوثيقة نجد أن السياسة الغربية عملت على مدى مئة عام على تحقيق مضمون بنود هذه الوثيقة .
فعلى صعيد المعرفة والتقنية بقي الوطن العربي يعاني من ضعف هذه التقنية بعد أن ساهمت شعوبه مساهمة فعالة في الحضارة العالمية، وزودتها بكم هائل من المعارف والعلوم ، صحيح أن شعوبنا تتحمل مسؤولية التقصير، إلا أن السياسة الغربية كان لها دور رائد في هذا المجال. ففي الوقت الذي سمحت فيه لإسرائيل بامتلاك كل أنواع التقنية وساعدتها في ذلك كما ساعدتها على امتلاك السلاح النووي وهي الدولة الوحيدة التي سمحت لها بذلك في نفس الوقت واجهت مشروع عبد الناصر النهضوي فيما يتعلق بوحدة العرب ونهضتهم، كما واجهت مشاريع التنمية التي توفر لمصر بنية تحتية للتقدم حتى وجهت لها ضربة موجعة في هزيمة حزيران عام 1967 . كما واجهت جميع المشاريع العلمية التي حاول العراق امتلاكها إما بتخريب المراكز العلمية وضربها، كما فعلت إسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي في بدايته، أو بتهديد العلماء وخطفهم وقتلهم، أو بإغراء بعضهم لهجر وطنه.. واستمرت في ذلك حتى احتلاله عام 2003. وهي ترفض على نحو قاطع محاولة إيران امتلاك الطاقة النووية؛ بحجة الخوف من تحولها نحو السلاح النووي، وكذلك تفعل مع سورية التي توجه إليها الأنظار كي لا تبدأ بأي مشروع يؤسس لامتلاكها الطاقة النووية حتى لأبسط الخدمات .وسعت عن طريق السماسرة والوسطاء إلى تجميد مؤسسة الإنتاج الحربي العربي مقابل تزويد الدول المساهمة بالأسلحة الجاهزة بأسعار خيالية .- شكلت اتفاقية (سيكس – بيكو) بين بريطانيا وفرنسا الموقف الأشد استعمارية تجاه الوطن العربي، وقسمت دوله إلى مناطق نفوذ واحتلال بينها ، وأجهضت مشروع إقامة دولة عربية في سورية بعد نجاح الثورة العربية عام 1916 رغم الوعود التي كانت قد قطعتها للعرب، وقابلتها باحتلال الدول التي كانت تشكل نواة هذه الدولة، ولم تكتف بذلك بل عززت التجزئة، ومتنت الحدود، وتركت بعضها عرضة للخلافات بين الدول العربية أو بينها وبين دول الجوار . –على صعيد الأقليات، بذلت السياسات الغربية جهوداً لتشجيع الانقسامات داخل المجتمعات العربية والمجتمعات الإسلامية الأخرى . فشجعت الانقسامات الطائفية والقومية في العراق، لكن ثورة 1920 أثبتت فشل هذه المحاولات عندما واجه الشعب العراقي بكل فئاته الاحتلال البريطاني حتى الاستقلال.

كما حاولت فرنسا إبان احتلالها لسورية إقامة دويلات طائفية، لكن الثورات السورية التي شملت جميع مكونات الشعب واجهت الاستعمار، وكان رد الفعل الشعبي التمسك بوحدته الوطنية ودولته الوطنية الموحدة التي شكلت مركزاً رئيسياً للدفاع عن المشروع القومي العربي .كما واجهت بقية الدول العربية مثل هذه المحاولات -وكذلك الدول الإسلامية إيران وتركيا- لكن المحاولات بقيت قائمة والفشل يلاحقها.
نحن هنا لا نعيد كتابة التاريخ لكننا لا نؤمن بالقول: إن العربي لا يقرأ إلا أننا أيضاً لا نتجاهل حقيقة أننا أهملنا هذه الوثيقة ودورها . لقد أكد عبد الناصر دوماً أإن مواجهتنا للمشاريع الاستعمارية هي دفاع عن أنفسنا، و شكل الدعم الذي قدمه الشعب العربي في كل أقطاره لثورة الجزائر عام 1954، ومقاومة الأحلاف للمشاريع الاستعمارية شكلا معاً الأساس لمواجهة بنود هذه الوثيقة في محاولة أيضاً للدفاع عن النفس، لكنه بالمقابل كان يجب أن تدرس هذه الوثيقة في كتب التاريخ كما درس (وعد بلفور، واتفاقية سيكس – بيكو) وغيرها من المشاريع؛ لأن دراستها لا تجعلنا نفهم السياسة الأوربية تجاه وطننا بل موقف السياسة الأميركية في هذه المنطقة وأهدافها منذ أن دخلت كلاعب أساسي في السياسة الدولية وحتى الآن

الأحد، 10 يوليو 2011

من أهم إنجازات وزارة الداخلية بعد الثورة بشهور

وصلني هذه الرسالة على الإيميل.. وأحببت مشاركتها مع الجميع، لأني أرى ذلك من أهم إنجازات الداخلية بعد الثورة..

  
  
قامت وزارة الداخلية بنشر عدد من السيارات الدورية الخاصة بقوات الشرطة المسلحين و المجهزة بهواتف محمولة في عدد من مناطق القاهرة و الجيزة على ان يتم تعميم الخدمة في باقي المحافظات لاحقاً

  
و مرفق ارقام التليفونات المحمولة الخاصة بكل منطقة. برجاء طبعها وابقاءها في السيارة والمنزل و حافظة النقود.
   
  
شكراً
  
معتــز الشوربجي
  
المدير الأقليمي للأمن
   
  Nasr City
  
ـ مدينة نصر
  1
ـ ارقام تليفونات دورياتها/0120034000 – 0120035000 – 0120039000 -
  Nasr City
  2
ـ مدينة نصر ـ

  2
ـ ارقام تليفوناتها/0120366668 - 012366663 – 0120366667   -
  Heliopolis
  3
ـ مصر الجديدة ـ ارقام تليفوناتها0120091000 - 0120094000 – 0120097000

  Nozha
  4
ـ النزهة/0120083000 - 0120085000 – 0120086000

  Zatoun
  5
ـ فرقة الزيتون/0120466661 - 0120466662 – 0120466663

  Alamiria
  6
ـ الاميرية/0120166661 - 0120166662 – 0120166663

  Hadaek El Koba
  7
ـ حدائق القبة/0120466664 - 0120466665 –  0120466667

  Almataria
  
فرقة الشرق

  9
ـ المطرية/012066662 - 012066663 – 012066664
  Alsalam
  10 
ـ السلام/0120266667 - 0120266668 - 0120266669

  11
ـ السلام 2 : 0120366660 - 0120366661 – 0120366662
  Almarg
  12- 
المرج : 0120666631 - 0120666632 – 0120666633

  Boulak Abolela
  
قطاع شمال القاهرة فرقة الشمال

  13 
ـ بولاق ابو العلا/012106662 - 0121066663 – 0121066664
  Alsahel
  14 
ـ الساحل/0121066667
- 0121066668 – 0121066669
  Rodelfarag
  15- 
روض الفرج/0120766661
- 0120766662 – 0120766663
  Alsharabia
  
فرقة شبرا

  16 
ـ الشرابية/0120866665 - 0120866667 – 0120866669
  Shobra
  17 
ـ شبرا0120866661 - 0120866662 – 0120866663

  Alzawya
  18 
ـ الزاوية0121115611-0121115711-0121115811

  Azbakia
  
فرقة الأزبكية

  91
ـ الأزبكية/0120966667-0120966668-0120966669
  Alzaher
  20 
ـ الظاهر/0121116711-0121116811-0121116911

  Alwayli
  21 
ـ الوايلي/0120766667-0120766668-0120766669

  Kasr Elnil
  
قطاع غرب القاهرة

  
فرقة الغرب
  22
ـ قصر النيل/0121220401-0121220301-0121220501
  Syeda Zeinab
  23 
ـ السيدة زينب/0120666687-0120666688-0120666689

  Algamalia
  
فرقة الوسط

  24 
ـ الجمالية/0120666640-0120666650-0120666670
  Aldarb Alahmar
  25 
ـ الدرب الأحمر/0120666655-0120666656-0120666657

  Manshiet Nasr
  26 
ـ منشأة ناصر/ 0120666652-0120666653-0120666654

  Abdeen
  
فرقة عابدين

  27- 
عابدين/0120666671-0120666672-0120666673
  Almosky
  28 
ـ الموسكي/0120666641-0120666642-0120666643

  Bab Elsheria
  29 
ـ باب الشعرية / 0120666674-0120666675-0120666676

  Albasateen
  
فرقة الجنوب

  30 
ـ البساتين/012066669-0120666692-0120666693
  Alkhalifa
  31 
ـ الخليفة/0120666637-0120666638-0120666639

  Almokatam
  32 
ـ المقطم/0120666684-0120666685-0120666686

  Masr Elkadima
  33
ـ مصر القديمة/0120666681-0120666682-0120666686

  Dar Elsalam
  34 
ـ دار السلام / 0120666647-0120666648-0120666649

  ElSherouk
   
    -        
الشروق 0120067000- 012008700035

   
  Maadi
  36-
المعادي 0121222286-012222287-01212222880-0121222289
   
  15 May
  37- 15
مايو 0120057000-0120058000
   
  Altebeen
  38-
التبين 0121229292- 0121666667
   
  Cairo1
  39-
القاهرة اول 0121222280- 0121222281 – 0121222282- 0121222283
   
  Helwan
  40-
حلوان 0121222274- 0121222275- 0121222276- 0121222276
   
  Cairo2
  41-
القاهرة ثان 0120066662- 0120066663
  
 Cairo 3
 42-
القاهرة ثالث 0120066668- 01200666669
 
 Badr
 43-
بدر 0120166664- 0120166665
 
 Elsaf
 44-
الصف 0120166664- 0120166665
  
 Atfih
 45-
اطفيح 0120066665
  
 Maadi
 46-
المعادي 0120061000- 0120062000
 
 High way Police
 47-
تأمين الطرق 0121117211- 0121117311
  


الخميس، 7 يوليو 2011

لماذا لا يتقدم الوطن العربي..!!!!

كلما نظرنا في التاريخ نجد أن الحاضر الذي نعيشه ما هو إلا بعث لكل أحداث الماضي بكل صورها.. فنحن نعيش اليوم بين كافة صور الخير والشر.. بين كافة صور الباطل والضلال وكافة صور الصلاح والرشاد.. نعيش كافة صور الاستعمار وصور التحرر.

نعيش حياة بها كافة القيم وكافة التناقضات.. فهل سنيأس وسط هذا الزخم؟ هل سنحمل تلك الأعباء لمستقبل نحاول أن نخطو إليه ونطهره لأجيال من أبنائنا وأحفادنا؟؟؟ هل سنضيف إليهم حملا وعبئا ثقيلا يحفظه التاريخ فيعيشون مستقبلاً مزدحماً بما نعانيه نحن الآن إضافة إلى عبء أثقل يمثله تخاذلنا  كآباء.. بل كصناع تاريخ؟ أم سننعم بكل فرصة تولدت بين أيدينا ونبضت في قلوبنا ونكون الأداة التي تضيف إلى التاريخ بداية حقبة جديدة من النور والتقدم والرفعة،  تلك الحقبة التي طالما اشتاقت صفحات تاريخنا إلى احتضانها.. فنحن من يضيف إليه صفحات نور أو تخاذل.

تاريخنا كوطن عربي بل وكشرق فهو مليء بحقب الاستعمار والتحرر، والتاريخ يؤكد على حقيقة رؤية الاستعمار لمستعمراته من البلاد حتى وإن تم إجلاؤه عنها.. وقد تسبب الاستعمار في تقسيم الوطن العربي والشرق كاملا، ونفث فيه لهيب الفرقة والتي مازال حريصاً على دوامها؛ لأنه لا يرانا سوى سوق لما ينتجه هو، وهو أحرص (أقصد الغرب) ما يكون على بقاء هذا السوق منفذاً لمنتجاته.. حتى أصبح يحكم أو يتحكم في هذا السوق واحتياجاته.. فيمده على الدوام بكافة المتناقضات التي تكفي وحدها لأن ينتبه الجميع لهذا الاستعمار وحقيقة صداقاته معنا، (عدو الأمس صديق اليوم) فهو يحرص على بقاء جذوة الحروب والفتن مشتعلة بين أجزاء الجسد العربي والشرقي ليظل السوق مفتوحاً أمام منتجاته من الأسلحة والذخيرة.. فيبيعنا السلاح لنقتل ونجرح بعضنا البعض، ثم يبيع لنا الدواء ليعالج جرحاً صنعه بنفسه، ونمد أيدينا بثرواتنا فنشتري كليهما، يبيعنا السلاح فنقتل بعضنا ثم يبيعنا أكفاننا وكسوتنا، يبيعنا ما ندمر به اقتصادنا فيخلق المجاعات ثم يبيعنا أو يتصدق علينا بالغذاء.!!

قديما كان لابد من وجود مسئول عن التجار يلقبونه بشيخ بندر التجار.. والآن وبما أن كل دولة عربية أو شرقية أصبحت سوقا لمنتجات الغرب فكان ولابد من وجود شيخ بندر تجار برتبة رئيس دولة أو حاكم أو ملك.. يتلقى عمولاته على كافة الصفقات مع هذا المورِّد، ومهما بلغ حجم الدمار أو الفساد أو الضرر الناتج عن تداول محتوى هذه الصفقات فلا يهم الشيخ بندر سوى أمرين: امتلاء خزائنه، واستقرار حكمه وملكه..

والسؤال.. كيف لكم يا حكام أمتنا ترون لأنفسكم الدوام كشيوخ للتجار؟ حتى هذا فإنكم لا تتقنون له صنعاً.. نحن لم نعد في حاجة حتى لأشباهكم.. لسنا تجاراً حتى يحكمنا شيخ بندر تجار.. ولسنا سوقاً تحدد فيه احتياجاتنا بالمتناقضات... بل لسنا أجسادًا بلا عقول حتى نقبل بفتح أسواقنا لشراء السم والدواء من تاجر واحد.. تعلموا منا نحن.. فلسنا مثلكم!!!!
لا أعتقد أنني أبالغ فيما أقول؛ ولننظر معاً لهذه التساؤلات ونحاول الإجابة عنها بأجوبة غير التي لدي..

أولاً: لماذا تتم محاربة وإفشال كل محاولة للوحدة العربية.. كفى بوحدة مصر وسوريا مثالا؟؟

ثانياً: لماذا تتم عرقلة إقامة سوق عربية مشتركة؟ حتى وإن اتفقت كافة الدول نجد دول بعينها تكون سببا في هذه العرقلة

ثالثاً: لماذا رغم وجود تحالف أوروبي تتم عرقلة عملية إنشاء جيش عربي موحد؟ والعرقلة غالبا تكون من بيننا نحن

رابعاً: لماذا تم تقسيم العراق والسودان؟

خامساً: لماذا يتم صرف المعونات الأوروبية في نطاق مشروط بعيدا عن التسليح أو التعليم؟

أجوبتي هي: لأننا حينما ننجح في تفعيل وحدة عربية وحينما ننجح في تكوين جيش عربي موحد (تحالف عربي عسكري) وحين ننجح في إقامة سوق عربية مشتركة فإن هذا كله سيؤدي إلى الآتي:

أولاً: انتعاش تجاري واقتصادي وصناعي عربي يحقق الاكتفاء الذاتي على المستوى العربي في كافة المجالات... هذا يعني كساد للمنتجات الغربية

ثانياً: الجيش العربي الموحد سيكون درعاً منيعاً ضد أي تدخلات عسكرية أو تهديدات غربية لأي دولة عربية أو شرقية.. كذلك سيغلق في وجه الغرب كافة أي طريق كما يتذرعون الآن في تدميرهم للعراق وليبيا وغيرها بحجة حماية الشعوب وردع النظم الدكتاتورية.. وسيمنع أي دولة عربية من الاستنجاد بأخرى غربية... كذلك سيؤدي هذا التحالف العسكري العربي إلى تطوير التسلح الذاتي عن طريق إقامة وتطوير صناعة الأسلحة والتسليح.. ولنتذكر في عهد عبدالناصر منذ خمسين عاما قد نجحت مصر في صناعة طائرة حربية هجومية وكذلك أربعة صواريخ مصرية الصنع

ثالثاً: الاتحاد العربي والسوق العربي سيكفل للوطن العربي الإصلاح التعليمي والصحي في ظل مناخ ينعم بالاستقلالية والحرية.. والخلاص من معاوني الاستعمار على أمتهم وشعوبهم من أجل البقاء على عرش لن يدوم

رابعاً: في مناخ مثل هذا إن تحقق للوطن العربي في الألفية الثالثة وسط كل هذا الزخم من التطورات العلمية والتكنولوجية فهم يؤمنون إن توفر هذا المناخ للوطن العربي فلسوف يسود العالم بمبادئه السمحة والعادلة وبعلمه السابق للعصور.. فهم يؤمنون بهذا لأن حضارتهم وعلمهم بل وقوتهم ما قامت إلا على ما انتهى إليه الوطن العربي الإسلامي من تطور وحضارة أنارت للعالم أجمع.. وما انتهى هذا كله أو ما توقف إلا بما فعلوه في عضد هذا الوطن العريق حتى أضعفوا قواه بمؤامراتهم فصعدوا على أكتافه التي أوهنتها مكائدهم..

أخيراً: فلنضع أمام أنفسنا علامات كثيرة من التعجب ربما إن كثر تعجبنا مما نحن فيه نفيق لهذا الواقع المرير الذي نحن عليه، حتى لا نألف هذا الوضع ونعجز عن التخلي عنه.. فلنتعجب من كافة ما يلي:
-          لا نرى بين دول الغرب حروباً كالتي تدور بيننا..!!!
-           لا نرى بين دول الغرب فتناً تشتعل كالتي لا تهدأ حتى تشتعل من جديد بيننا..!!!
-           لا نجد بين دول الغرب إلا التقدم والتصارع والمنافسة نحو التقدم والتطور والتحديث وكذلك التصارع على فتح أسواق لمنتجاتهم في أسواقنا.. في وطننا العربي وفي دول الشرق..!!!
-          لا نرى تدخلات عسكرية من دولة غربية لحفظ أمن دولة غربية أخرى!!!
-          لا يحدث إلا بيننا نحن العرب.. نحن الشرق!!
-          لماذا تبقى المساندات الدولية لإسرائيل على الدوام رغم كل ما تقوم من استفزازات لمن حولها من الدول العربية ذات السيادة والتأثير في المنطقة العربية..!!!
-          لماذا يتم الإعلان كل فترة زمنية عن إمداد إسرائيل بصفقات سلاح من طائرات وصواريخ .. والخ..!!!
-          لماذا تظل الشعوب الغربية تندد بسياسات دولها المساندة لإسرائيل رغم حروب الإبادة والتشريد لشعب فلسطين ومع ذلك لا تحيد الدول عن هذه السياسة وتظل تردد أنها راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم..!!!!
-          أخيراً لماذا لا نتفق جميعاً على أن كل هذا لا يهدف إلا لإبقاء منطقتنا دائمة التوتر والاشتعال حتى لا تتحد دولها وتقوى وتقوم دولة واحدة.. وما قضية فلسطين وإسرائيل للغرب إلا أنها الضمان الوحيد لبقاء المنطقة كلها منطقة نزاعات وحروب وفتن بما تعيث إسرائيل من فساد وإفساد بكل ما تستطيع وفي المقابل تبقى ناعمة بتأييد دول الغرب العظمى لها رغم كل شيء..!!!!!!

كل هذا خوفاً من وحدة عربية إن قامت وتحققت لقوي بها الشرق كلها ولزالت دولتهم، دولة الظلم والشر، دولة شهوات مال وسلطة، وهو درس لقنهم التاريخ إياه بقسوة..


لا أملك كلمة واحدة تزيد أو تضيف.. إلا أن أقول لمن لم ينتبه بعد لما نحن فيه من واقع يتعجب منه من يعقل..

فليذهب أي فرد منا إلى أي متحف وليمسك بكوب أثري من الفضة أو الذهب المزخرف، وليسأل عن عمر هذا الكوب.. سيجده أطول عمرا من كل هذه الحضارات المتغطرسة


الخميس، 30 يونيو 2011

اللي احنا عاوزينه.. واللي هم عاوزينه.. بس الواقع إيه؟؟؟؟

نبتدي منين الحكاية..!! ما هو أصلها حكاية طويلة.. وقديمة أوي..
مش من أيام جدي وجدك.. لأ ده من قبلهم كمان... من أيام ما اتوجد الخير والشر.. وبقى لكل معنى فريق وأنصار.. للأسف الشر أعوانه كتيييييييييييييير أوي.. طبعا عارفين ليه أعوانه كتير.. بس خلينا نفكر بعضنا علشان نفضل فاكرين.. هم كتير لأنهم ضعاف.. وبيتشدوا للألوان البراقة اللي بيتلون بيها الشر علشان يجذبهم له.. والشر أو الباطل ضعيف هو كمان ويمكن أضعف منهم وإلا كان انتصر خاصة إن أعوانه أضعاف أضعاف أعوان الخير... خلينا نفتكر الأنبياء واللي كانوا بيعانوا منه قدام قوى الظلام والباطل.. علشان بس ما نحسش بيأس في يوم من الأيام..
الأول الشر والباطل كان عبارة عن قبائل بتتحد مع بعضها.. نظام عصابات يعني.. لكن مع تطور وتنظيم الحياة بأة فيه دولة وحكام ومحكومين.. وطبعا كالعادة ألوان وبريق النعيم اللي بيتمرغوا فيه لها قوة أكبر في إنها تأسرهم ويكونوا عبيد لشهوة الحكم والحياة في النعيم.. أكيد يعني مش هايبصوا للفقراء اللي شكلهم  يغم النفس.. أو الأكل اللي مافيش حد منهم يعرف عنه حاجة أو حتى اسمه إيه... وطبيعي جدا لما حد يفتح مخه ويطلب بالعدل فده معناه إنه بيهدد النعيم اللي هم فيه.. والسلطة اللي اتعودوا عليها فكان لازم يخرسوه بأي شكل.. ويوصفوه بكل وصف.. وطبعا كل وقت وله أدان.. علشان كدة خلينا نتكلم عن وضعنا الحالي في ظل التطورات العلمية والتكنولوجيا وغيرها في إدارة الدولة

إحنا عشنا من أول بداية الحكم الجمهوري في مصر حياة في بدايتها حسينا بكرامتنا كبني آدمين.. فرحنا بده شوية.. وغنينا كمان للناس اللي عملت كدة.. لكن بعد شويتين حسينا إننا مش عايشين.. خلينا نتكلم عن الانفتاح اللي كان سبب بشكل كبير أوي في إن ناس مش لاقية تاكل استغلت فرص وأبت على وش الدنيا.. ولعبت بالبيضة والحجر.. واستغلت القوانين لصالحها ولصالح اللي يدفع لذكائهم الخارق في التحايل على القانون.. أنصب واسرق واقتل وتاجر في المخدرات أو تاجر في الأعراض.. ما يهمكش مادام ديتها مبلغ تافه تجيبه في قعدة ومادام فيه محامي فهلوي ومادام فيه ثغرات في القانون.. ما هو القانون اتعمل علشان يمشي على اللي مالهوش ضهر.. لكن مادمت تعرف حد يعرف واحد من الكبار أو واحد يعرف واحد ممكن يعرف واحد يوصلك لحد من الكبار.. مش مهم المهم معاك تدفع ولا لأ؟؟

وبعدين الكيف بيحكم.. والكبار بشر بيحبوا يرفهوا عن نفسهم بقعدة مزاج ووش جميل يعني لزوم المزاج.. لو تقدر على ده كل حاجة تبقى مقضية لو ملكش في النظام ده ادفع للي ليه وهو يمشي لك الدنيا.. وشوية شوية رجلك تيجي وتاخد على كدة وحبة حبة تبقى جنب الكبار على كرسي محجوزلك في العالم ده.. وتئب زيهم وتعيش.. وماحدش بيمسك عليهم حاجة.. وحتى لو حد مسك حاجة إن كان راجل يفتح بؤه .. ديته معروفة.. المسجلين الخطر والبلطجية موجودين.. وفيه اللي مش معروف لحكومة ولا غيره..  متربي على إيد الكبار وتحت أمرهم.. بإشارة منهم يولعوا في منطقة لو جالهم الأمر ..

ومن هنا بأة عندنا بلطجية محمية.. وبلطجية محترمة مش معروفة (بودي جارد) وبردو محمية.. وبقى عندنا تجار مخدرات برخصة أو حصانة .. وتجار أعضاء بشرية بردو برخصة أو حصانة .. ناس كدة اللي يقرب منهم يولع.. وكله منفد على بعضه.. شبكة وكل خيط فيها بيوصل للتاني من أولها لآخرها.. لو في مرة اشتكيت لخيط واحد فيهم تلاقيك بتشتكي الابن لأبوه.. تفتكر بأة إنت أعز من الابن على أبوه؟؟؟
تفتكر إنك ممكن في مرة إنك ترجع أرض اتسرقت منك من غير ما تلاقي الشبكة قفلت عليك وخنقتك وطلعت حرامي؟؟ حرامي بياخد حقه!!... طبعاً أرضك دي ماتسواش عند اللي سرقها منك حاجة ولا حتى بصلة.. بس هو ماينفعش يسكتلك وده غصب عنه.. لييييييه؟ لأنه لو سكت ده معناه إن غيرك هاياخد حقه اللي اتسرق منه من حد تاني.. وده هايشجع غيركم ياخدوا حقهم من حد تالت ورابع وخامس.. وده معناه إن الشبكة هاتتهز وييجي فيها 1000 جول وجول.. ولو اتسرق منك قيراط غيرك اتسرق منه 24 قيراط.. وصوتكم هايتسمع والحرامي الصغير مربوط بحرامي أكبر بيحميه وأكبر بيحميهم وده معناه إن الطرمخة تبان.. والشبكة هاتكر بعضها ولأن أكبر حد فيها عارف إيه نهايته لو الشبكة اتكرت.. فلازم يفضل مهدد اللي تحته واللي تحته يهدد اللي تحته لحد ما تلاقي الشبكة كلها مهددة بعضها.. (بالموت والضياع طبعا) علشان كدة مش هايعبرك ولا هايرجعلك أرضك اللي هي تافهة بالنسبة له لو حبيت تاخدها.. وساعتها بأة هاتطلع حرامي كبير والشبكة تقفل عليك وعلى أهلك.. يبقى لازم هايعملوا إييييييييه؟؟ هايحموا الشبكة بكل قوتهم.. وبكل الطرق..

دي صورة الشبكة اللي فضلنا عايشين عمرنا فيها من سنين السنين.. لكن الحمد لله الشبكة بدأت تكر.. ومش هاينفع تتوصل تاني لأنها كرت من فوق..من فوق أوي.. هم دلوقتي بيحاولوا يوصلوا الشبكة تاني.. هم مش مالكين يوصلوها كويس.. وبتكر من كل حتة.. لكن للأسف بأة فيه ناس من اللي بدأت تشد الخيط وكر الشبكة دي بدأت تسيب الطرف اللي في إيديها..وده بأة هو الطرف اللي الشبكة بتحاول توصله تاني

بلاش نسيب الطرف اللي في إيدينا.. خلي كل واحد فينا ماسك على الطرف اللي معاه.. لفه على دراعك بقوة واربطه.. واصبر شوية ... اصبر خليها تكر يا أخي.. خلينا مرة واحدة نعدي ورا الشبكة دي علشان نعيش في الوسع بأة.. احنا اتعودنا على الزحمة والضيق لأننا عشنا كتير أوي جوة الشبكة.. نصبر بس وخلينا مسكين على اللي في إيدينا ... لو نفسنا قصير يبقى خلينا نحرق الشبكة .. ودي سهلة أوي.. بس لو بقينا كلنا إيد واحدة ماسكة بكل الخيوط.. ساعتها هانشدها شدة واحدة بس ومش هاتبقى موجودة.. ونخرج منها بأة.. ونعمر أراضينا اللي سابوها بايرة وصفرة

ده اللي احنا عاوزينه وده اللي هم عاوزينه..
إحنا عاوزين نخرج ونعدي الشبكة ونعمر أرض بايرة.. نعيش فيها مع ولادهم وأحفادهم..  ونعيش كلنا في الخير.. نبني ونعمر  ونحمي بعضنا..

لكن هم عاوزينا نفضل جوة الشبكة وعاوزين ولادهم يمسكوا معاهم ويخنقوا علينا الشبكة..  إحنا قدرنا على الشبكة دي علشان وقفنا من الأول مع بعضنا.. ماكوناش مصدقين في الأول إننا هانأثر فيها.. لكن لما قبضتنا مسكت أوي على الخيط حسينا إنني هانفكه منها.. لكن لما ده اتحقق لنا تقريبا ماصدقناش من الفرحة وحسينا إننا خلاص خلصنا عليها كلها.. أو معظمنا فرح بده وحب يعدي من الشبكة وكمان قبل ما يعدي منها قعد يرسم هايعمر ويبني ازاي الأرض اللي وراها.. ضعفت إيدينا علشان كتير ساب الخيوط..

باقي الخيوط عرفت إزاي تحمي نفسها من قوة إيدينا.. عرفت لما اللي سابنا سابنا وجري ورا حلمه لوحده.. عرفت ازاي تحمي نفسها.. اتعلمت مننا احنا.. علمناها تفرقنا علشان تضعفنا وتقوي نفسها.. والنبي خلونا نرجع تاني ونمسك الخيوط كلها.. ونحلم حلم واحد ونشدها.. ساعتها ماحدش فينا هايلاحق على الخير اللي ورا ضلها.. والأرض نفسها هاتعينا على نفسها.. مش هاتحتاج منا غير كف واحد بالحنية يطبطب على خدها.. والله الحلم ممكن.. ممكن بس نتجمع تاني إيد واحدة ونشدها

الخميس، 23 يونيو 2011

أفكار تؤرقني



-          من الناحية الشرعية شهادة رجل وامرأتين مع القسم تكفي بإدانة شخص ما.. وفي القانون يمكن لشاهد إثبات أن يؤكد تهمة ما على شخص بعينه حتى وإن انتفت الأدلة.. فوجود شهود إثبات في قضية ما تجعل موقف المتهم أضعف من ضعيف.. وهذا في أي قضية أو تهمة (جنحة أو جناية)..


-          حينما يعجز مواطن بسيط عن سداد أقساط قرض لأحد البنوك (ونعلم أن معظم المقترضين البسطاء يكونوا مضطرين لإتمام زواج بناتهم أو سداد ديونهم) فإن البنك يقوم بالحجز على ضمانات المقترض أو إن لم يكن كذلك فربما تمكن من سجنه... وإذا اضطر مواطن بسيط أن يأخذ مبلغا من عهدة لديه وهو على يقين من أنه سيسدد ما أخذه من راتبه القادم فإن مصيره السجن والرفد من العمل وحرمانه من مستحقاته وتشريد أسرته على إثر هذا... رغم انتفاء نية السرقة عنه.. كنية يؤخذ بها في القضاء..


-          طفلة صغيرة إذا وقفت أمام المحكمة كشاهدة على أي فرد حتى وإن كان أبيها فمن الممكن أن تكون شهادتها هذه سببا في سجن أبيها.. لأنها ببساطة طفلة بريئة لم تتلوث بأفكار فاسدة تشوب المجتمع... كل هذه المقدمة وغيرها الكثير والكثير أتركه لكم لتستدعوه في مخيلتكم حتى نصل عن سبب لما هو آت:
-          وزراء ورجال وسيدات أعمال ظلوا طيلة عقود يقفزون على أكتاف بل وأعناق الرأي العام والأضواء يسرقون ويستنزفون ثروات البلد، يسرقون بمنتهى التبجح وبرود بل وموت الضمير مدخرات مواطنين بمسمى القروض ويصنع منهم الإعلام نجوم مجتمع.. وتظل البنوك تحت نفس القيادات التي تيسر هذه السرقات بعد فضحها (مافيا القروض).. فلماذا لا يحجز البنك على هؤلاء ويقوم بسجنهم؟؟؟؟ ألأنهم ليسوا بسطاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

-          رجال شرطة مسئولون عن الأمن الداخلي للبلاد (بغض النظر عن أن توفير الأمن وحفظه قيمة ومروءة وليس عملا).. ولكنهم يتنطعون ويتبارون في كيفية استغلال البسطاء في الكمائن ليأخذوا منهم عشرين أو خمسين أو مائة جنيه... وإلا فالقسم مفتوح الأبواب.. لا أحد في مصر كافة ينكر أو يجهل هذا.. فلماذا  لم يكن هناك تحقيق فيما قبل؟؟ ولما لم يفتح تحقيق  واحد الآن..!!
 ألأنهم ليسوا بسطاء؟؟؟؟؟

-          قامت الثورة وهناك مئاااااااااااات من الشهداء وآلاف من المصابين.. كنا نقول أن شهادة رجل وامرأتين تكفي وأن شهادة طفلة أو طفل تكفي للإدانة... فهل اجتماع ملايين بل اجتماع شعب بأكمله على اتهام حاكم وأعوانه ليس كافيا للإدانة أم أنها شهادة غيلا مقبولة؟؟؟؟ هل من الممكن أن  يكون شعب كامل يكذب انتقاما من أفراد؟؟؟؟؟أم .. هل لا تكفي مئات الجثث من الشهداء والتي اخترقها بل مزقها رصاص الداخلية!! أليس هذا كافيا لإثبات أن هناك قتلى ولابد أن هناك قتلة؟؟؟ أم أنهم قتلوا من تلقاء أنفسهم؟؟؟ مصر كلها تشهد بل والعالم كله يشهد على من هم القتلة... شعب مصر كاملا إلا عدة أفراد فقط وثق فيهم الشعب لمحاكمة هؤلاء الأفراد ولكنهم مازالوا يحققون معهم طيلة هذه الأشهر الماضية... ففي أي شيء يحققون وعن ماذا يبحثون؟!!!!
 فهل ينقصهم شهود رغم الملايين؟؟ هل تنقصهم الجثث حتى تكتمل أركان الجريمة؟؟؟ هل تنقصهم أدلة قاطعة رغم كافة الفيديوهات التي وثقت أحداث القتل؟؟؟ هل القتلة تحت أيديهم حقاً أم أنهم هربوا ويبحثون عما يهدئون به الشعب؟؟؟
إن لم يكن أي من هذه التساؤلات منطقياً...  فلم يعد أمامي إلا عدة افتراضات

 أولها: أننا عشنا في وهم ولم يكن شيء مما حدث حقيقيا.. ولكن لماذا مازلت أسمع بكاء.. لماذا مازلت أشعر بحزن أهالي الشهداء وأنينهم؟!! ....افتراض آخر وهو: أن من وثق فيهم الشعب لمحاكمة الجناة ليسوا من هذا الشعب.. ولم يشعروا به.. ومازال ولاؤهم لمن لفظهم الشعب.. وهذا يعني أنهم عن قريب سيلفظون معهم...
 الافتراض الآخر: أننا كشعب لابد له من ثورة ثانية وثالثة ورابعة حتى يفيق من وهم إن ظل يبيت فيه فلسوف يستحيل عليه أن يستفيق أو يفيقه منه أحد.. ولسوف ندفع الثمن غاليا... غاليا.... وربما يكون الكثير من أنين يتامى وأرامل وأمهات ثكلى لأبنائهم من الشهداء


فقط إنها  أفكار تؤرقني.. ولكني مازلت على اقتناع من كوننا لسنا في وهم.. وأن هناك اعتبارات كثيرة يأخذها في الاعتبار أشخاص ما كان يجب عليهم أن يأخذوا في اعتبارهم إلا شيء وحيد وهو كيف يتعاملون في أحلك الظروف لنصرة الحق؟؟؟


وأقول أحلك الظروف ليس لأنها ظروف تتضارب فيها الرؤى وكل شيء فيها غامض... ولكنها أحلك الظروف لأن كل شيء فيها قد وضح تماما.. حتى أصبح بمقدور الكفيف أن يتنسم طريق الحق والنور..  وضح كل شيء أمام الجميع.. وأصبح من الصعب جدا أن يتوارى هؤلاء الذين يوالون للباطل ويختفون عن رؤية الجميع.. فأقل تحرك أو تصريح بأي رأي مهما كان صغيراً فإنه سيكشف صاحبه أمام الملايين.. أمام شعب بأكمله يضعه العالم الآن تحت أنظاره.. سيكشفه  على الفور إن كان هو من الصالحين أم كان هو من الطالحين.... وما هي إلا أيام.. طالت أم قصرت حتى يستقر الوضع ويوسد الأمر في أهله إن شاء الله..
فيا مصر.. قفي صامدة راسخة.. واجمعي واعصمي أبناءك من رصاص الفرقة... واغلقي أذانهم حتى لا يسمعوا لها صوتاً.. ونبقى جميعا يدا واحدة.. احرصي علينا كأبناء يكرهون الفرقة كما كرهوا الفساد والطغيان وثاروا من أجل التخلص منه.. افعلي أي شيء وكل شيء من أجل أن تعود الوحدة دستورا يجتمع عليه الجميع.. فقد آن أوان أن نقول مصر المصريين والمصريون مصر

الخميس، 28 أبريل 2011

الإنسانية.. هل تظل أملاً في قلب البشرية؟؟


هناك أسباب بالضرورة أدت إلى هذا الواقع الذي نعيشه كأفراد ومجتمعات، سواء على المستوى العربي أو الغربي، بل إنها أزمة عالمية يكاد يعيشها كل فرد على كوكبنا، أزمة تمتد جذورها في عمق التاريخ الإنساني أو بتعبير أدق التاريخ البشري؛ لأن هناك فرقًا شاسعًا بين المعنى البشري المعاش والمعنى الإنساني المأمول... فحينما نقرأ أو نسمع كلمة (البشرية) ندرك أن المقصود هنا هو الحديث عن الجنس البشري بشكل عام، وأن الحديث يكون عن أمر ما خاص بالبشر كافة، ولكن حينما نقرأ أو نسمع كلمة (الإنسانية) فنحن ندرك أن المقصود هنا هو الصفات الخيرة لمعنى الكلمة من قيم ومعانٍ راقية نبيلة وفاضلة.

فلماذا.. وبالرغم من آلاف السنين التي مضت على التاريخ البشري مازلنا نحيا كبشر ولا نسعى نحو تحقيق إنسانيتنا التي خلقنا لتحقيقها..!! ربما يبدو هذا الكلام سرداً لمجرد كلمات، ولكن.. إذا ما نظرنا في تاريخ كل أمة تواجدت على هذه الأرض لوجدنا فيه العديد من الأشخاص الذين تحققت فيهم معان إنسانية وإن لم تكمُل، ولكن هذه المعاني هي التي صنعت عروشاً لهم في ذاكرة تاريخ أمتهم.. أشخاص عملوا في حياتهم على نشر كلمة الحق، كلمة سواء، عملوا وأمضوا حياتهم في سبيل رفعة القيم الأخلاقية النبيلة من نشر الحق وتحقيق العدالة والعيش الكريم، صارعوا بنبل قوى الظلم، غرسوا في أرض التاريخ بذورًا ظلت تثمر بين أفراد مجتمعاتهم وأرضهم، أثرت ذكراهم الحياة البشرية بنماذج ومشاعل لنور الإنسانية حينما تتحقق في أفراد هم لغيرهم مصابيح مازالت تصر إصراراً شديداً على نشر هذا النور الإنساني الفطري، الذي ما أن يظهر حتى يجتمع حوله العديد ممن تأمل فطرتهم في تحقيق إنسانيتها.
إن كل فرد على هذه الأرض يدرك في نفسه أن الإنسانية كقيمة وكبناء للحياة القويمة والكريمة هو أمل ما أسعده إن تحقق فيه، لكن هناك شيئاً ما ربما لا يدركه -عن يقين- يأخذ به بعيداً عن ميلاد هذه العقيدة التي تدافع عن قيام هذا الكيان وتحقيقه. ربما لسنا في حاجة لدليل على صحة هذا القول وإنما يجب أن نعيد على أنفسنا عدة تساؤلات كثيراً ما نحياها ومنها على سبيل المثال:

لماذا نشعر بارتياح وغبطة حينما نقوم بفعل حسن؟
لماذا نسعد إذا ما كنا سبباً لسعادة أحد غيرنا؟
لماذا نشعر بالرضا إذا ما نجحنا في عمل يحقق الخير للكثيرين؟
لماذا نرضى عن أناس حينما نراهم يقدمون الخدمات بدون مقابل لغيرهم وهم يبتسمون؟
وعلى الجانب الآخر..
لماذا نشعر بالضيق إذا فشلنا في النجاح في أمر ما؟
لماذا نشعر بالخزي أو الخجل حينما نخطئ؟
لماذا نكذب ثم نتألم من الأكاذيب علينا؟
لماذا نغضب من الظلم ونحاول صده أو نأمل في رفعه؟
ثم لماذا نلجأ لظلم الآخرين ونتألم من عذاب الضمير؟
بل لماذا نخالف صوت ضمائرنا ثم نظل مختبئين من قرار العودة للصواب؟ أو لماذا نشعر بالندم؟؟؟؟

كل هذه التساؤلات تجد في نفوسنا ألفة؛ لأننا لابد وأننا عشناها وإن لم نسألها ونواجه أنفسنا بها من قبل... ولكن ألا ترقى هذه التساؤلات لتكون رسائل وإشارات ومصابيح لنا، تنير وتظهر لنا ما نحن عليه؛ لنتساءل بفخر لماذا نؤجل هذا القرار؟؟؟ لماذا نؤجل قرار ميلادنا الجديد؟؟
نعم مثل هذا التساؤل يجب أن ينبع من داخلنا وننطق بها بكل فخر؛ لأننا حينما نسأله سنكون على وعي وإدراك عميق بل ويقين بأننا على مشارف الحياة والعيش في قلب الحقيقة.. والإجابة على مثل هذه التساؤلات كفيلة لرسم الطريق وإيضاح الرؤية لنعرف كيف نحقق لأنفسنا البدء في هذه الرحلة المقدسة في نبل ورشد محاولة كسبها، مجرد التفكير في هذه التساؤلات يعني لحظة ما قبل الميلاد الإنساني لمن أراده، والصدق في محاولة الإجابة عنها وحده هو الكفيل بميلاد العقيدة واليقين بضرورة بدء تلك الرحلة.
لن يكون بمقدور أحد ما أن يضع قواعد وخطوات لتحقيق هذا الميلاد؛ فقط أنت وحدك يمكنك أن تجيب على مثل هذه التساؤلات بصدق، حينها فقط ستدرك من أين تبدأ، ومهما كانت نقطة البدء صغيرة بالنسبة لك ومهما بدت لك تافهة فكن على يقين أنها أعظم نقطة وأشرف بداية؛ لأنها هي النقطة التي يلتقى فيها معنى الإنسانية فيك بالواقع الذي ما هو إلا تربة ستثمر فيها إنسانيتك حين تولد بك ومنك، فيجتمع عليها من هم في اشتياق لرؤية مثل هذا الميلاد؛ ليعملوا ويجتهدوا في ظلاله لتحقيق ميلادهم الإنساني هم أيضاً؛ لأنهم حينها سيستظلون بظلال تجربتك من شمس الوهم الحارقة التي جعلت أهدافهم سراباً أمام أعينهم، لا يكادوا يبلغونه حتى يتلاشى منهم، فيبصرونه من جديد في الأفق البعيد، فيلهثون لبلوغه مرة ثانية وثانية ويتلاشى بطبيعته ليظهر لهم من جديد في أفق أبعد،  فباتت الرؤية أمامهم غير ثابتة، والأهداف غير يقينية وغير مدركة، فلا تدع نفسك فريسة لوهم أن نقطة البداية تافهة أو صغيرة، كن على يقين أن هذه النقطة هي الهدف الحقيقي والثابت الغير متراقص، ويمكنك بلوغه أينما يبدو لك، ولهذا تجتمع حولك القلوب وتستظل بتجربتك؛ لأنها هدف واضح غير متراقص، تدركه القلوب لا العيون المنخدعة أو التي أصبحت تألف الانخداع بالسراب، ولهذا ستترك ما حولها وتأتي إليك، تسير معك، تنمو بجوارك، ويكون كل منكم هدفاً لغيره، فتتكاثرون كلما كنتم صادقين مخلصين في رحلتكم الإنسانية.
لقد قرر العديد من الأفراد الميلاد الإنساني لهم فصاروا عطراً يتطيَّب بهم تاريخ أمتهم، ولدوا لحظة اتخاذهم قرار مولدهم الإنساني، فظلوا يولدون ويتوالدون كلما نطق التاريخ باسمائهم وإن لم يكونوا هم أنفسهم كأشخاص في حاجة لتخليد الاسم.. ولكن ما تم تخليده هو إنسانيتهم التي ولدت فيهم وبهم وتكاثرت كتجربة حية بمن تجمَّع حولها.

ليس درباً من الأمنيات والرجاء لظهور مدينة فاضلة أو أخلاق نبيلة في عالم تسوده المادية والأهواء وشغف السلطة، وإنما شعور بما هو آتٍ من رحلة طويلة يقف العالم أجمع على مشارف البدء فيها.. فمنذ سنوات ورموز العالم الزائف -بما امتلأ به من أكاذيب ومعايير مزدوجة- تشير إلى انهيار قوى الوهم والخديعة التي سادت البشرية منذ القدم.. وتبدأ الآن مرحلة جديدة.. تبدأ بتصدع أردية الوهم الموروثة من فوق العقول، وبدأت غشاوة الأفضلية تضعف سطوتها، فبدأت تظهر مشاهد حية غير زائفة لمعنى الأفضل.. لمعنى الإنسان... بدأ ميلاده بقوة، وانتشر خبره فاجتمعت حوله القلوب الآملة في كسب معناها الإنساني، فتكاثرت لحظة الميلاد في أرجاء مختلفة. إن الأرض تستعد الآن.. وربما دون أن تشعر.. لسماع صوت مدوي في أرجائها في وقت قريب.. إنه صوت الإنسانية حين تتحقق.. الإنسانية.. الأمل القابع في قلب البشرية.


الاثنين، 18 أبريل 2011

مصر أم مكة أم فلسطين؟

أيا أرضُ أي البقاعِ تحبين

مصر أم مكة أم فلسطين؟

لو بمكة أول بيتٍ للعابدين

والقدس كان قبلة المسلمين

فإن مصر مهد دعوة النبيين

وفي القرآن ادخلوها آمنين

دعوة نوح للحفيد مصراييم

والبعث فيها عقيدة الفراعين

فيها شعَّ نور الخليل إبراهيم

منها كانت أم النبي إسماعيل

والسبع العجاف مرَّت من سنين

ثم غوث العباد لأهل فلسطين

الطور وموسى وبنو إسرائيل

فرعون وجنده والسحر المبين

والعذراء باركتها والرضيع الكليم

مصر الكنانة.. فهي أرض النبيين

فإدريس فيها كان أول المصطفين

ومن نسل الذبيح خاتم المرسلين

فيا أرض افصحي أي البقاع تحبين

مصر؟ أم مكة؟ أم فلسطين؟

الاثنين، 11 أبريل 2011

الخطاب الأول لرئيس مصر القادم

لا أدري لماذا ترددت على أذني هذه الكلمات!! ربما لأنني أتمنى أن يأتي الرئيس ليضع الشعب كاملا بمساوئه قبل محاسنه أمام حقيقته؛ حتى نبدأ يدا بيد نحو غد أفضل، تخيلت أني أسمع هذه الكلمات كخطاب، ثم قلت لنفسي ماذا لو تشاركنا جميعا في وضع خطاب رئاسي على ما نرجو ونأمل أن يكون؟؟ ومن هنا أحببت أن نتشارك جميعاً في كتابة واستكمال هذا الخطاب بما نأمله؛ فربما تسبح الأمنيات كأفكار ونحن نعلم ما للفكر من قوة وطاقة.. فهل يمكن أن نكمل هذا الخطاب بما نتمنى أن نسمعه؟... يمكن نسمعه في الواقع

 **************************************
***********************
بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية مصر العربية
الخطاب الرئاسي الأول لسنة 2011م

الخميس الموافق 22 سبتمبر 2011

شعب مصر

لم أجد ضرورة من افتتاح حديثنا اليوم بما اعتدنا أن نستمع إليه فيما مضى، ولم أرد قول كلمة مما قد سمعناه مرارًا على مدار عقود من الحكم قد مضت، تكررت فيها كلمات لا حصر لها بما حملته من قيم ومحبة خالصة وتآخٍ فيما بيننا كشعب وحكومة.. تكررت كثيرًا ففقدت معناها، حتى صارت الأفواه الناطقة بها كأيادٍ آثمة تمتد بها كتخديرٍ تغرسه في عروقنا لنغيب به عن الحقيقة.. فلست أمامكم لأتحدث بما عهدناه من مثل تلك الكلمات أو غيرها.. وإنما تجمعنا تلك الدقائق من حياتنا لننطق فقط بواقع نعيشه، وبما هو حقيقة لا يتهرب منها ولا ينكرها أيَّاً من كان إلا منْ أراد الابتعاد عن ركب مصري بدأ لتكون له الريادة.

فيا شعب مصر كافةً.. بكل طوائفه في كل رقعة على أرض هذا البلد العريق.. لابد لنا في بداية هذا العهد الجديد الذي بعثت فيه مصر لتنتشر منها قيمها الروحية والأخلاقية كما عهدها التاريخ، هذه القيم الروحية التي أقامت أقدم حضارات الإنسانية، لابد أن نؤكد جميعاً على حقيقة العلاقة بيننا وبين من ارتضيناهم وسنرتضيهم في المستقبل حكاماً لنا.
هذه العلاقة ما هي إلا علاقة متبادلة متماثلة.. فقد أظهرنا جميعاً لأنفسنا كشعب قبل أن نظهر لشعوب العالم أجمع حقيقة تلك العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. أظهرنا جميعا يدا بيد أن الشعب هو الحاكم الفعلي والأقوى لبلده.. وما الحاكم إلا مرآة لشعبه.. فإن لم تكن المرآة قادرة على عكس صورة حقيقية للشعب استبدلها الشعب بغيرها يرتضيها... هذا منهج إن لم نكن قد آمنا به من قبل لظلم استبدت قواه بنا فها هو اليوم يشهد كل مبصر فيه على أنه المنهج الحق.. وأنه روح الإنسانية التي تقوى بها وفي كنفها القيم الروحية التي تبني الأمم وتقيم الحضارات الخالدة والتي تصنع تاريخ الإنسان خليفة على الأرض يعمرها وينشر الحق والعدل عليها.

وإن كنت أتعهد أمامكم اليوم بأن أكون لكم مرآة صادقة ترون فيها نبض حياتكم على مختلف ما تكون عليه فإنني لم أقل كلمة مما قلت إلا لكي نتقاسم المسئولية جميعاً أفرادا ً وجماعات.. فالشعب ما هو إلا أسرة كبيرة قومية، قوامها الأسرة الصغيرة، والتي بدورها قوامها الفرد ذاته، ولهذا فبداية عهدنا الجديد يستوجب علينا جميعاً الصدق فيما بيننا، وأن نضع الحقائق أمامنا بلا تزييف أو إنكار لأي منها مهما كانت هذه الحقائق جارحة أو مشينة، فمن لم يكن بمقدوره أن يتطهر اليوم مما يراه مشيناً مهيناً من حقيقته فيجب أن يعلم أنه سيظل على ما هو عليه، وأنه سيتخلف عن ركب أأمل أن يكون كل مصري خليلاً فيه لأخيه المصري دون النظر إلى أي فرق غير حقيقي لأنه فرق زائل.
بين أيدينا الآن فرصة لن تتكرر وهي أن نعترف جميعاً أن كل منا به ما قد يعوقه لبعض من الوقت عن المضي قدما نحو حياة بيضاء تخلو من الخوف أو تلك المشاعر التي تقف حائلاً بين الإنسان وتحقيق إنسانيته، وربما دُفعنا جميعا نحو تلك المشاعر أو انتهاجها في ظل نظم من الحكم عاقبت صاحب كل كلمة حق بعقوبات لا تستوي بما ترفعه من شعارات وقيم للحرية والكرامة والديمقراطية وفداء الوطن.. فكان منا المرغمون والمكرهون كما كان بيننا من رأى أن مثل تلك الظروف من بيئة فاسدة فرصة له يحيا بين طياتها حياة غير مسئولة ولا ترى إلا بعين واحدة تسودها نزعة الأنانية الفردية..

ولكننا في هذه اللحظات نتمتع بهبة جليلة تفوق ما مررنا به من أمر جلل حين أراد الشعب أن يحيا حياة خُلق من أجل أن يحياها، هبة أجل وأعظم وهي أن نرسم معاً طريقاً يحمي لكل فرد بيننا ما يحمله من أمل في غد كريم وفي مستقبل يشير لنا نحو الطريق إليه.. هذا الطريق بعون الله لنا هو نفسه الدرع الحصين أمام كل قوة يخيل إليها أن تنال من كرامة ووحدة الأفراد، سواء كانت تلك القوة من خارجنا أو من داخلنا.. ولكي نرسم هذا الطريق رسماً متقناً وجب أن نرتضي جميعا منهجا قويما يسودنا، ونعمل به دون تراخٍ من كبير أو صغير.. أولى خطواته أن نضع أنفسنا أمام مرآة صادقة نستعرض عليها كافة ما بنا من مساوئ مهما كانت؛ لنتخلص منها معاً جنبا إلى جنب، وأن نضع المطامع الشخصية موضع الخلاص والتطهير منها.. ولنتذكر جميعاً أن وحدتنا وتجمعنا كشعب على إسقاط نظام (جميعنا كان على علم بمدى قوته طغيانه) كانت هي القوة التي عجز هذا النظام عن التصدي لها، وأن تلك الوحدة ما اجتمعت وما قويت إلا بعدما طرحت عنها كافة الفوارق سواء كانت طبقية أو دينية أو فكرية..

فلنجعل معاً هذه اللحظات مدادا لنا جميعا ليدعمنا ويذكرنا بأن الاجتماع والوحدة على الحق واتباعه والإخلاص في محاولة تحقيقه هو السبيل للبناء والتطهير من كل بذرة لفساد تتوارى الآن بعيداً عن إرادة تطيح بكل فساد أينما كان.

أمامنا العديد من العقبات للتخلص منها، ولكي نتخلص من كثير من الإفرازات التي نتجت عن جهل وفقر نال منا على مدار تلك العقود لابد وأن نتكاتف ونتحد على عمل واحد وهو مراعاة منْ يمكننا رعايتهم، فليكن كل متضرر من جهل وفقر في أعيننا وقلوبنا، نقدم له يد العون داعمة له لتطوير ملكاته وقدراته ومواهبه، داعمة له ليكتشف في نفسه نقاط الضعف قبل نقاط قوته لنتقدم معاً بأمتنا دون أن يتخلف عن ركب التطوير أحد من أخوتنا وأبنائنا..