الخميس، 7 يوليو 2011

لماذا لا يتقدم الوطن العربي..!!!!

كلما نظرنا في التاريخ نجد أن الحاضر الذي نعيشه ما هو إلا بعث لكل أحداث الماضي بكل صورها.. فنحن نعيش اليوم بين كافة صور الخير والشر.. بين كافة صور الباطل والضلال وكافة صور الصلاح والرشاد.. نعيش كافة صور الاستعمار وصور التحرر.

نعيش حياة بها كافة القيم وكافة التناقضات.. فهل سنيأس وسط هذا الزخم؟ هل سنحمل تلك الأعباء لمستقبل نحاول أن نخطو إليه ونطهره لأجيال من أبنائنا وأحفادنا؟؟؟ هل سنضيف إليهم حملا وعبئا ثقيلا يحفظه التاريخ فيعيشون مستقبلاً مزدحماً بما نعانيه نحن الآن إضافة إلى عبء أثقل يمثله تخاذلنا  كآباء.. بل كصناع تاريخ؟ أم سننعم بكل فرصة تولدت بين أيدينا ونبضت في قلوبنا ونكون الأداة التي تضيف إلى التاريخ بداية حقبة جديدة من النور والتقدم والرفعة،  تلك الحقبة التي طالما اشتاقت صفحات تاريخنا إلى احتضانها.. فنحن من يضيف إليه صفحات نور أو تخاذل.

تاريخنا كوطن عربي بل وكشرق فهو مليء بحقب الاستعمار والتحرر، والتاريخ يؤكد على حقيقة رؤية الاستعمار لمستعمراته من البلاد حتى وإن تم إجلاؤه عنها.. وقد تسبب الاستعمار في تقسيم الوطن العربي والشرق كاملا، ونفث فيه لهيب الفرقة والتي مازال حريصاً على دوامها؛ لأنه لا يرانا سوى سوق لما ينتجه هو، وهو أحرص (أقصد الغرب) ما يكون على بقاء هذا السوق منفذاً لمنتجاته.. حتى أصبح يحكم أو يتحكم في هذا السوق واحتياجاته.. فيمده على الدوام بكافة المتناقضات التي تكفي وحدها لأن ينتبه الجميع لهذا الاستعمار وحقيقة صداقاته معنا، (عدو الأمس صديق اليوم) فهو يحرص على بقاء جذوة الحروب والفتن مشتعلة بين أجزاء الجسد العربي والشرقي ليظل السوق مفتوحاً أمام منتجاته من الأسلحة والذخيرة.. فيبيعنا السلاح لنقتل ونجرح بعضنا البعض، ثم يبيع لنا الدواء ليعالج جرحاً صنعه بنفسه، ونمد أيدينا بثرواتنا فنشتري كليهما، يبيعنا السلاح فنقتل بعضنا ثم يبيعنا أكفاننا وكسوتنا، يبيعنا ما ندمر به اقتصادنا فيخلق المجاعات ثم يبيعنا أو يتصدق علينا بالغذاء.!!

قديما كان لابد من وجود مسئول عن التجار يلقبونه بشيخ بندر التجار.. والآن وبما أن كل دولة عربية أو شرقية أصبحت سوقا لمنتجات الغرب فكان ولابد من وجود شيخ بندر تجار برتبة رئيس دولة أو حاكم أو ملك.. يتلقى عمولاته على كافة الصفقات مع هذا المورِّد، ومهما بلغ حجم الدمار أو الفساد أو الضرر الناتج عن تداول محتوى هذه الصفقات فلا يهم الشيخ بندر سوى أمرين: امتلاء خزائنه، واستقرار حكمه وملكه..

والسؤال.. كيف لكم يا حكام أمتنا ترون لأنفسكم الدوام كشيوخ للتجار؟ حتى هذا فإنكم لا تتقنون له صنعاً.. نحن لم نعد في حاجة حتى لأشباهكم.. لسنا تجاراً حتى يحكمنا شيخ بندر تجار.. ولسنا سوقاً تحدد فيه احتياجاتنا بالمتناقضات... بل لسنا أجسادًا بلا عقول حتى نقبل بفتح أسواقنا لشراء السم والدواء من تاجر واحد.. تعلموا منا نحن.. فلسنا مثلكم!!!!
لا أعتقد أنني أبالغ فيما أقول؛ ولننظر معاً لهذه التساؤلات ونحاول الإجابة عنها بأجوبة غير التي لدي..

أولاً: لماذا تتم محاربة وإفشال كل محاولة للوحدة العربية.. كفى بوحدة مصر وسوريا مثالا؟؟

ثانياً: لماذا تتم عرقلة إقامة سوق عربية مشتركة؟ حتى وإن اتفقت كافة الدول نجد دول بعينها تكون سببا في هذه العرقلة

ثالثاً: لماذا رغم وجود تحالف أوروبي تتم عرقلة عملية إنشاء جيش عربي موحد؟ والعرقلة غالبا تكون من بيننا نحن

رابعاً: لماذا تم تقسيم العراق والسودان؟

خامساً: لماذا يتم صرف المعونات الأوروبية في نطاق مشروط بعيدا عن التسليح أو التعليم؟

أجوبتي هي: لأننا حينما ننجح في تفعيل وحدة عربية وحينما ننجح في تكوين جيش عربي موحد (تحالف عربي عسكري) وحين ننجح في إقامة سوق عربية مشتركة فإن هذا كله سيؤدي إلى الآتي:

أولاً: انتعاش تجاري واقتصادي وصناعي عربي يحقق الاكتفاء الذاتي على المستوى العربي في كافة المجالات... هذا يعني كساد للمنتجات الغربية

ثانياً: الجيش العربي الموحد سيكون درعاً منيعاً ضد أي تدخلات عسكرية أو تهديدات غربية لأي دولة عربية أو شرقية.. كذلك سيغلق في وجه الغرب كافة أي طريق كما يتذرعون الآن في تدميرهم للعراق وليبيا وغيرها بحجة حماية الشعوب وردع النظم الدكتاتورية.. وسيمنع أي دولة عربية من الاستنجاد بأخرى غربية... كذلك سيؤدي هذا التحالف العسكري العربي إلى تطوير التسلح الذاتي عن طريق إقامة وتطوير صناعة الأسلحة والتسليح.. ولنتذكر في عهد عبدالناصر منذ خمسين عاما قد نجحت مصر في صناعة طائرة حربية هجومية وكذلك أربعة صواريخ مصرية الصنع

ثالثاً: الاتحاد العربي والسوق العربي سيكفل للوطن العربي الإصلاح التعليمي والصحي في ظل مناخ ينعم بالاستقلالية والحرية.. والخلاص من معاوني الاستعمار على أمتهم وشعوبهم من أجل البقاء على عرش لن يدوم

رابعاً: في مناخ مثل هذا إن تحقق للوطن العربي في الألفية الثالثة وسط كل هذا الزخم من التطورات العلمية والتكنولوجية فهم يؤمنون إن توفر هذا المناخ للوطن العربي فلسوف يسود العالم بمبادئه السمحة والعادلة وبعلمه السابق للعصور.. فهم يؤمنون بهذا لأن حضارتهم وعلمهم بل وقوتهم ما قامت إلا على ما انتهى إليه الوطن العربي الإسلامي من تطور وحضارة أنارت للعالم أجمع.. وما انتهى هذا كله أو ما توقف إلا بما فعلوه في عضد هذا الوطن العريق حتى أضعفوا قواه بمؤامراتهم فصعدوا على أكتافه التي أوهنتها مكائدهم..

أخيراً: فلنضع أمام أنفسنا علامات كثيرة من التعجب ربما إن كثر تعجبنا مما نحن فيه نفيق لهذا الواقع المرير الذي نحن عليه، حتى لا نألف هذا الوضع ونعجز عن التخلي عنه.. فلنتعجب من كافة ما يلي:
-          لا نرى بين دول الغرب حروباً كالتي تدور بيننا..!!!
-           لا نرى بين دول الغرب فتناً تشتعل كالتي لا تهدأ حتى تشتعل من جديد بيننا..!!!
-           لا نجد بين دول الغرب إلا التقدم والتصارع والمنافسة نحو التقدم والتطور والتحديث وكذلك التصارع على فتح أسواق لمنتجاتهم في أسواقنا.. في وطننا العربي وفي دول الشرق..!!!
-          لا نرى تدخلات عسكرية من دولة غربية لحفظ أمن دولة غربية أخرى!!!
-          لا يحدث إلا بيننا نحن العرب.. نحن الشرق!!
-          لماذا تبقى المساندات الدولية لإسرائيل على الدوام رغم كل ما تقوم من استفزازات لمن حولها من الدول العربية ذات السيادة والتأثير في المنطقة العربية..!!!
-          لماذا يتم الإعلان كل فترة زمنية عن إمداد إسرائيل بصفقات سلاح من طائرات وصواريخ .. والخ..!!!
-          لماذا تظل الشعوب الغربية تندد بسياسات دولها المساندة لإسرائيل رغم حروب الإبادة والتشريد لشعب فلسطين ومع ذلك لا تحيد الدول عن هذه السياسة وتظل تردد أنها راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم..!!!!
-          أخيراً لماذا لا نتفق جميعاً على أن كل هذا لا يهدف إلا لإبقاء منطقتنا دائمة التوتر والاشتعال حتى لا تتحد دولها وتقوى وتقوم دولة واحدة.. وما قضية فلسطين وإسرائيل للغرب إلا أنها الضمان الوحيد لبقاء المنطقة كلها منطقة نزاعات وحروب وفتن بما تعيث إسرائيل من فساد وإفساد بكل ما تستطيع وفي المقابل تبقى ناعمة بتأييد دول الغرب العظمى لها رغم كل شيء..!!!!!!

كل هذا خوفاً من وحدة عربية إن قامت وتحققت لقوي بها الشرق كلها ولزالت دولتهم، دولة الظلم والشر، دولة شهوات مال وسلطة، وهو درس لقنهم التاريخ إياه بقسوة..


لا أملك كلمة واحدة تزيد أو تضيف.. إلا أن أقول لمن لم ينتبه بعد لما نحن فيه من واقع يتعجب منه من يعقل..

فليذهب أي فرد منا إلى أي متحف وليمسك بكوب أثري من الفضة أو الذهب المزخرف، وليسأل عن عمر هذا الكوب.. سيجده أطول عمرا من كل هذه الحضارات المتغطرسة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق