الاثنين، 11 أبريل 2011

الخطاب الأول لرئيس مصر القادم

لا أدري لماذا ترددت على أذني هذه الكلمات!! ربما لأنني أتمنى أن يأتي الرئيس ليضع الشعب كاملا بمساوئه قبل محاسنه أمام حقيقته؛ حتى نبدأ يدا بيد نحو غد أفضل، تخيلت أني أسمع هذه الكلمات كخطاب، ثم قلت لنفسي ماذا لو تشاركنا جميعا في وضع خطاب رئاسي على ما نرجو ونأمل أن يكون؟؟ ومن هنا أحببت أن نتشارك جميعاً في كتابة واستكمال هذا الخطاب بما نأمله؛ فربما تسبح الأمنيات كأفكار ونحن نعلم ما للفكر من قوة وطاقة.. فهل يمكن أن نكمل هذا الخطاب بما نتمنى أن نسمعه؟... يمكن نسمعه في الواقع

 **************************************
***********************
بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية مصر العربية
الخطاب الرئاسي الأول لسنة 2011م

الخميس الموافق 22 سبتمبر 2011

شعب مصر

لم أجد ضرورة من افتتاح حديثنا اليوم بما اعتدنا أن نستمع إليه فيما مضى، ولم أرد قول كلمة مما قد سمعناه مرارًا على مدار عقود من الحكم قد مضت، تكررت فيها كلمات لا حصر لها بما حملته من قيم ومحبة خالصة وتآخٍ فيما بيننا كشعب وحكومة.. تكررت كثيرًا ففقدت معناها، حتى صارت الأفواه الناطقة بها كأيادٍ آثمة تمتد بها كتخديرٍ تغرسه في عروقنا لنغيب به عن الحقيقة.. فلست أمامكم لأتحدث بما عهدناه من مثل تلك الكلمات أو غيرها.. وإنما تجمعنا تلك الدقائق من حياتنا لننطق فقط بواقع نعيشه، وبما هو حقيقة لا يتهرب منها ولا ينكرها أيَّاً من كان إلا منْ أراد الابتعاد عن ركب مصري بدأ لتكون له الريادة.

فيا شعب مصر كافةً.. بكل طوائفه في كل رقعة على أرض هذا البلد العريق.. لابد لنا في بداية هذا العهد الجديد الذي بعثت فيه مصر لتنتشر منها قيمها الروحية والأخلاقية كما عهدها التاريخ، هذه القيم الروحية التي أقامت أقدم حضارات الإنسانية، لابد أن نؤكد جميعاً على حقيقة العلاقة بيننا وبين من ارتضيناهم وسنرتضيهم في المستقبل حكاماً لنا.
هذه العلاقة ما هي إلا علاقة متبادلة متماثلة.. فقد أظهرنا جميعاً لأنفسنا كشعب قبل أن نظهر لشعوب العالم أجمع حقيقة تلك العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. أظهرنا جميعا يدا بيد أن الشعب هو الحاكم الفعلي والأقوى لبلده.. وما الحاكم إلا مرآة لشعبه.. فإن لم تكن المرآة قادرة على عكس صورة حقيقية للشعب استبدلها الشعب بغيرها يرتضيها... هذا منهج إن لم نكن قد آمنا به من قبل لظلم استبدت قواه بنا فها هو اليوم يشهد كل مبصر فيه على أنه المنهج الحق.. وأنه روح الإنسانية التي تقوى بها وفي كنفها القيم الروحية التي تبني الأمم وتقيم الحضارات الخالدة والتي تصنع تاريخ الإنسان خليفة على الأرض يعمرها وينشر الحق والعدل عليها.

وإن كنت أتعهد أمامكم اليوم بأن أكون لكم مرآة صادقة ترون فيها نبض حياتكم على مختلف ما تكون عليه فإنني لم أقل كلمة مما قلت إلا لكي نتقاسم المسئولية جميعاً أفرادا ً وجماعات.. فالشعب ما هو إلا أسرة كبيرة قومية، قوامها الأسرة الصغيرة، والتي بدورها قوامها الفرد ذاته، ولهذا فبداية عهدنا الجديد يستوجب علينا جميعاً الصدق فيما بيننا، وأن نضع الحقائق أمامنا بلا تزييف أو إنكار لأي منها مهما كانت هذه الحقائق جارحة أو مشينة، فمن لم يكن بمقدوره أن يتطهر اليوم مما يراه مشيناً مهيناً من حقيقته فيجب أن يعلم أنه سيظل على ما هو عليه، وأنه سيتخلف عن ركب أأمل أن يكون كل مصري خليلاً فيه لأخيه المصري دون النظر إلى أي فرق غير حقيقي لأنه فرق زائل.
بين أيدينا الآن فرصة لن تتكرر وهي أن نعترف جميعاً أن كل منا به ما قد يعوقه لبعض من الوقت عن المضي قدما نحو حياة بيضاء تخلو من الخوف أو تلك المشاعر التي تقف حائلاً بين الإنسان وتحقيق إنسانيته، وربما دُفعنا جميعا نحو تلك المشاعر أو انتهاجها في ظل نظم من الحكم عاقبت صاحب كل كلمة حق بعقوبات لا تستوي بما ترفعه من شعارات وقيم للحرية والكرامة والديمقراطية وفداء الوطن.. فكان منا المرغمون والمكرهون كما كان بيننا من رأى أن مثل تلك الظروف من بيئة فاسدة فرصة له يحيا بين طياتها حياة غير مسئولة ولا ترى إلا بعين واحدة تسودها نزعة الأنانية الفردية..

ولكننا في هذه اللحظات نتمتع بهبة جليلة تفوق ما مررنا به من أمر جلل حين أراد الشعب أن يحيا حياة خُلق من أجل أن يحياها، هبة أجل وأعظم وهي أن نرسم معاً طريقاً يحمي لكل فرد بيننا ما يحمله من أمل في غد كريم وفي مستقبل يشير لنا نحو الطريق إليه.. هذا الطريق بعون الله لنا هو نفسه الدرع الحصين أمام كل قوة يخيل إليها أن تنال من كرامة ووحدة الأفراد، سواء كانت تلك القوة من خارجنا أو من داخلنا.. ولكي نرسم هذا الطريق رسماً متقناً وجب أن نرتضي جميعا منهجا قويما يسودنا، ونعمل به دون تراخٍ من كبير أو صغير.. أولى خطواته أن نضع أنفسنا أمام مرآة صادقة نستعرض عليها كافة ما بنا من مساوئ مهما كانت؛ لنتخلص منها معاً جنبا إلى جنب، وأن نضع المطامع الشخصية موضع الخلاص والتطهير منها.. ولنتذكر جميعاً أن وحدتنا وتجمعنا كشعب على إسقاط نظام (جميعنا كان على علم بمدى قوته طغيانه) كانت هي القوة التي عجز هذا النظام عن التصدي لها، وأن تلك الوحدة ما اجتمعت وما قويت إلا بعدما طرحت عنها كافة الفوارق سواء كانت طبقية أو دينية أو فكرية..

فلنجعل معاً هذه اللحظات مدادا لنا جميعا ليدعمنا ويذكرنا بأن الاجتماع والوحدة على الحق واتباعه والإخلاص في محاولة تحقيقه هو السبيل للبناء والتطهير من كل بذرة لفساد تتوارى الآن بعيداً عن إرادة تطيح بكل فساد أينما كان.

أمامنا العديد من العقبات للتخلص منها، ولكي نتخلص من كثير من الإفرازات التي نتجت عن جهل وفقر نال منا على مدار تلك العقود لابد وأن نتكاتف ونتحد على عمل واحد وهو مراعاة منْ يمكننا رعايتهم، فليكن كل متضرر من جهل وفقر في أعيننا وقلوبنا، نقدم له يد العون داعمة له لتطوير ملكاته وقدراته ومواهبه، داعمة له ليكتشف في نفسه نقاط الضعف قبل نقاط قوته لنتقدم معاً بأمتنا دون أن يتخلف عن ركب التطوير أحد من أخوتنا وأبنائنا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق